عملية توسيع فقرات الرقبة

لا شك أن ألم الرقبة المزمن بسبب إصابات الفقرات العنقية قد يقيد حركة الرقبة ويؤثر في جودة الحياة اليومية. وقد يلجأ الأطباء إلى عملية توسيع فقرات الرقبة كإجراء جراحي مبتكر يُخلص المرضى من نوبات الألم إلى الأبد. في هذا المقال سوف نتناول تفصيلًا كل ما يتعلق بتلك الجراحة.





    نبذة علمية حول فقرات الرقبة

    قبل أن نستفيض في سرد تفاصيل عملية توسيع فقرات الرقبة، من الضروري معرفة نبذة حول الرقبة وطبيعة إصاباتها بشيء من التفصيل.و تتكون الرقبة من سبع فقرات عنقية في تسلسل من C1 إلى C7، وتساعد تلك الفقرات على دعم الرأس وتحريكها في مختلف الاتجاهات، بجانب مساعدتها على الانحناء والدوران يمينًا ويسارًا. وتتميز فقرات الرقبة بعدة سمات هامة منها الآتي:

    • صغر الحجم، الأمر الذي يسمح بمرونة الحركة إلى الحد الذي يجعل كل تفصيلة صغيرة في منطقة الرقبة تتحرك في تناغم.
    • وجود غضاريف عنقية بين الفقرات تعمل كوسادة تمتص الصدمات، وتسمح بالحركة السلسة بين الفقرات.

    وتعمل فقرات الرقبة بمساعدة  العضلات والأربطة المحيطة بها لتوفير الدعم والحماية للحبل الشوكي والأوعية الدموية المهمة التي تغذي الدماغ والعنق.

    أقرا ايضا عن

    مسببات اللجوء إلى عملية توسيع فقرات الرقبة

    يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية توسيع فقرات الرقبة للمرضى لعدة أسباب تشمل الآتي:

    • الانزلاق الغضروفي بين الفقرات، الأمر الذي يتسبب في الضغط على الأعصاب الموجودة في المنطقة المحيطة.
    • ضيق القناة الشوكية في منطقة الرقبة نتيجة لوجود العظام الزائدة أو الأورام أو التشوهات الناتجة عن الحوادث.
    • التقدم في العمر وحدوث تغيرات طبيعية في الفقرات العنقية، مثل تكوُّن العظام الزائدة وتآكل الغضاريف.

    اطلع على عملية توسيع القناة الشوكية

    ما الذي يحدث عند وجود ضيق في القناة العصبية عند فقرات الرقبة؟

    عند وجود ضيق في القناة العصبية بمنطقة الرقبة، قد يحدث ضغط على الأعصاب والأوعية الدموية الموجودة في تلك المنطقة، الأمر الذي يتسبب في الشعور بألم في منطقة العنق، وقد يكون هذا الألم حادًا ومستمرًا أو مزمنًا، وقد يزداد مع الحركة والنشاط الجسدي المعتاد، ما يجعل اللجوء إلى عملية توسيع فقرات الرقبة أمرًا في غاية الضرورة.

    اعراض ضيق القناة العصبية التي تنذر بأهمية الخضوع إلى عملية توسيع فقرات الرقبة

    تظهر اعراض ضيق القناة العصبية في منطقة الرقبة في صورة الآتي:

    • تنميل وخدر في الأطراف العلوية مثل: الأذرع واليدين والأصابع.
    • ضعف العضلات بسبب ضيق الفقرات العنقية المرتبطة بالأعصاب، الأمر الذي يجعل من الصعب تحريك العضلات بشكل طبيعي.
    • صعوبات في التوازن.
    • تكرار نوبات ألم الرأس والصداع، وخاصة في منطقة الجبهة وجانبي الرأس.

    إن كنت تعاني من أعراض مشابهة أو تشك في وجود ضيق في منطقة فقرات الرقبة، يُنصح بزيارة الطبيب من أجل سرعة تقييم المشكلة والحصول على التشخيص الدقيق بهدف اتباع خطة علاجية مناسبة إن كانت من خلال العلاج الطبيعي، والأدوية المسكنة للألم، أو اللجوء إلى عملية توسيع فقرات الرقبة لأجل علاج التضيق الشوكي.

    عملية توسيع فقرات الرقبة: التشخيص ما قبل العملية

    تشخيص الإصابة المتقدمة بضيق القناة الشوكية في منطقة الرقبة ينطوي على عدة خطوات لتقييم حالة المريض وتحديد سبب المشكلة. تشمل تلك الخطوات التشخيصية الآتي:

    • معرفة التاريخ المرضي للحصول على معلومات دقيقة حول الأعراض، مثل: الألم، والتنميل، والخدر، والضعف العضلي، ومدى تأثيرها على حياة الفرد اليومية.
    • فحص الرقبة والعنق والأعصاب والعضلات بهدف تقييم الحركة والقوة العضلية، والبحث عن أي علامات متعلقة بضيق القناة الشوكية.
    • إجراء الأشعة السينية على منطقة الرقبة لتحديد وضعية الفقرات واكتشاف أي تغيرات مثل تآكل أو تشوهات العظام.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لرؤية صورة تفصيلية للفقرات والأعصاب والأنسجة المحيطة بها، واكتشاف أي ضيق في القناة الشوكية أو انزلاق غضروفي أو أي
    • أورام أو التهابات.

    أطلع على ما هو الانزلاق الغضروفي العنقي

    ما هى وسائل علاج ضيق فقرات الرقبة ؟

    يُحدد نهج العلاج المناسب وفقًا لتقييم الطبيب المختص لحالة المريض وشدة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية، وسبب الضيق. قد تشمل الوسائل العلاجية الآتي:

    • العلاج الطبيعي وتمارين التمدد والمرونة، وذلك بهدف تحسين مرونة العنق، وتقوية العضلات المحيطة به لتخفيف الضغط على الأعصاب.
    • الأدوية المسكنة للألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
    • حقن الأدوية مباشرة في المنطقة المتضررة، مثل الكورتيكوستيرويدات أو المخدرات الموضعية للمساعدة في تخفيف الألم والتورم المرتبط بالضيق.

    أما في الحالات المتقدمة وغير المستجيبة للعلاجات التحفظية، قد يتطلب الأمر إجراء عملية توسيع فقرات الرقبة للمريض بهدف علاج التضيق الشوكي و إزالة الأنسجة التي تضغط على الأعصاب، وهذه الجراحة هي محور حديثنا اليوم.

    استعدادات ما قبل عملية توسيع فقرات الرقبة

    قبل الخضوع إلى عملية توسيع فقرات الرقبة، توجد بعض الاستعدادات التي من الضروري أن تُجرى من أجل تحقيق نتائج أكثر نجاحًا والتقليل من المخاطر المحتملة تشمل تلك الاستعدادات، ما يلي:

    •  الأشعة المقطعية (CT scan) والرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم حالة الرقبة والفقرات.
    • فحوصات الدم التي تشمل وظائف الكبد والكلى وعلامات الالتهاب (CRP)
    • تعديل جرعات الأدوية أو التوقف عن تناول بعضعها قبل الجراحة، خاصة تلك التي قد تزيد من خطر النزيف.
    • الصيام لمدة معينة قبل العملية، إذ يتطلب الأمر عدم تناول الطعام أو السوائل لعدة ساعات قبل العملية، وذلك لتجنب العديد من المشكلات في أثناء التخدير.

    ما هى خطوات عملية توسيع فقرات الرقبة ؟

    عملية توسيع فقرات الرقبة تُعرف أيضًا بتثبيت الفقرات العنقية، وهي إجراء جراحي يهدف إلى توسيع أو استبدال فقرات الرقبة المتضررة أو المضغوطة، وتجرى تحت تخدير كامل، وتتضمن عدة خطوات تشمل ما يلي:

    • صُنع شقوق صغيرة في منطقة الرقبة بهدف الوصول إلى منطقة القناة الشوكية المراد توسعتها.
    • إزالة النتوءات العظمية أو الغضاريف المنزلقة التي تضغط  على النخاع الشوكي أو الأعصاب المحيطة.
    •  تصحيح الانحناءات غير الطبيعية في العمود الفقري من خلال الدعامات أو وضع زرعة صناعية مصنوعة من  التيتانيوم في المساحة الفارغة بين الفقرات، الأمر الذي .يساعد في تثبيت الفقرات والحفاظ على استقرارها، وتخفيف الضغط عن النخاع الشوكي والأعصاب المحيطة
    • إغلاق الجرح بشكل محكم باستخدام غرز تجميلية لا تترك ندبات لاحقًا.

    ما هى مدة عملية توسيع فقرات الرقبة ؟

    مدة عملية توسيع فقرات الرقبة قد تختلف بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك مدى تعقُّد الحالة وعدد الفقرات العنقية المتضررة، والتقنية الجراحية المستخدمة. ولكن في العموم فإن مدة العملية تتراوح بين ساعتين إلى 4 ساعات، وقد يحتاج الأمر لمزيد من الوقت في الحالات الأكثر تعقيد.

    ماذا بعد عملية توسيع فقرات الرقبة ؟

    ينتقل المريض إلى غرفة الإفاقة حيث يتم مراقبة علاماته الحيوية بما في ذلك من درجة حرارة الجسم، ومستوى الضغط، ومستوى سكر الدم، والتأكد من استقرار حالته وسيتطلب الأمر عادةً بقاء المريض في المستشفى لعدة أيام، وخلال هذه الفترة يمكنه تناول بعض المسكنات تحت إشراف الطبيب للسيطرة على الألم

    ما هى نسبة نجاح عملية توسيع فقرات الرقبة ؟

    نسبة نجاح عملية توسيع فقرات الرقبة تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حالة المريض، وكفاءة الجراح، وتنفيذ المريض لتعليمات ما بعد العملية. ولكن في العموم تعد عملية توسيع فقرات الرقبة إجراء جراحي تفوق نسبة نجاحه حاجز الـ 85%، ويتمكن المريض من تحريك الرقبة طبيعيًا فيما بعد دون قيود ودون الشعور بنوبات الألم المزعجة.

    إرشادات لضمان فترة تعافي قصيرة وآمنة بعد عملية توسيع فقرات الرقبة

    من الضروري اتباع  الإرشادات التالية لقضاء فترة تعافي قصيرة بعد عملية توسيع فقرات الرقبة، وتشمل تلك الإرشادات ما يلي:

    • تناول جرعات الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب بانتظام.
    • الحفاظ على  الجرح نظيفًا وجافًا.
    • إعطاء الجسم فرصة للتعافي من الجراحة من خلال الراحة الكافية والنوم الجيد.
    • الالتزام بنمط حياة صحي، وشرب كمية كافية من الماء.
    • الالتزام بحضور المواعيد المحددة للزيارات مع الطبيب المتابع.

    يمكنكم التواصل مع عيادة الدكتور أحمد كمال -دكتوراه جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- من خلال الاتصال بالأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.