تثير أورام المخ الكثير من مشاعر القلق والتوتر للفرد، وقد تشل حياته تمامًا بسبب وقعها الثقيل على النفس. ورغم أنه يمكن علاجها بالجراحة، لكن هل تعود الحياة إلى طبيعتها بعد عملية استئصال ورم من المخ؟ يمكننا التعرف على ذلك من خلال مقارنة شكل الحياة قبل وبعد الجراحة.
عملية استئصال ورم من المخ ما قبلها : صداع وغثيان وأعراض مختلفة
تشكل أورام المخ خطورة على وظائف كثيرة في الجسم، فالجمجمة تحتضن المخ ولا تسمح للورم بالتمدد من خلالها، بالتالي لا يجد الورم سبيلًا للنمو إلا عبر الضغط على المراكز المخية المختلفة.
ويختلف تأثير أورام المخ حسب عدة عوامل، أبرزها:
- نوع أورام المخ وحجمها، فعادة لا تسبب الأورام صغيرة الحجم أعراضًا على المريض، على عكس الأورام الأكبر حجمًا.
- موضع نموها في المخ ومدى اقترابها من المراكز الحيوية، فمثلًا إن اقتربت من مراكز الإبصار فقد تؤدي إلى ضعف في الإبصار.
اقرا عن تجربتى مع ورم الدماغ
أهم الأعراض الأكثر انتشارًا بين مرضى أورام المخ:
- الصداع، ويشتد ألمه في الصباح الباكر أو عند الاستيقاظ خلال الليل.
- نوبات صرع.
- صعوبة في الكلام وفهم الحديث.
- تغييرات في الشخصية.
- ضعف وشلل جانب من الجسم.
- عدم اتزان الجسم.
- ضعف الرؤية والسمع.
- تنميل الوجه.
- الغثيان والقيء.
- الارتباك.
اطلع على اعراض ورم الدماغ
هل تختفي الأعراض السابقة بعد عملية استئصال ورم من المخ؟
تتوقف نتائج عملية استئصال ورم من المخ على العوامل التالية:
- نوع الورم وموقعه ودرجته.
- عمر المريض وحالته الصحية العامة.
- مقدار الورم الذي تم استئصاله من المخ.
ولكن عادة ما تتحسن حالة المريض بعد عملية استئصال ورم من المخ، ويعود إليه نشاطه وحيويته ويتخلص من الأعراض التي صاحبت الورم.
كم تستغرق فترة التعافي بعد عملية استئصال ورم من المخ؟ (موعد ظهور النتائج النهائية للجراحة)
غالبًا لا يستشعر المريض النتائج النهائية لعملية استئصال ورم من المخ إلا بعد التعافي تمامًا من آثار الجراحة، وتشتمل أعراض ما بعد عملية استئصال ورم من المخ على ما يلي:
- النزيف.
- العدوى.
- تكوّن جلطات دموية.
- احتباس البول.
- رد فعل تحسسي من مواد التخدير.
- تشكّل ندوب على الجلد.
تختفي أعراض ما بعد عملية استئصال ورم من المخ بعد مرور 6 أسابيع من الجراحة، حينها يلاحظ المريض النتائج النهائية لعملية استئصال ورم من المخ. قد تطول مدة التعافي إذا لم يكن الطبيب خبيرًا في مجال جراحة الأورام، مما يتسبب بحدوث تلف في المخ والإصابة بالأعراض التالية:
- تلف عصب الوجه.
- حدوث مشكلات في الذاكرة.
- ضعف العضلات وشلل بعض أجزاء الجسم.
- الغيبوبة.
نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ
رغم أن أعراض ما بعد عملية استئصال ورم من المخ تبدو خطيرة للغاية، لا داعي أن يشعر المريض بالقلق، لأن نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ مرتفعة وتصل إلى نحو 90%.
اطلع على علاج ورم الدماغ الحميد ايضا
نصائح هامة للتعافي سريعًا بعد عملية استئصال ورم من المخ
يتطلب الوصول إلى النتائج المرجوة من عملية استئصال ورم من المخ اتباع المريض بضع نصائح هامة تساعد على تحسين حالته الصحية وخفض مدة التعافي، ومن بين تلك النصائح:
- الانتظام على ممارسة التمارين الرياضية
تساعد الرياضة على تنشيط الدورة الدموية في الجسم وخفض نسبة حدوث تجلطات الدم، إضافة إلى تحسين الحالة الصحية العامة للفرد، لذلك ينبغي للمريض بعد انتهاء عملية استئصال ورم من المخ ممارسة التمارين الرياضية التي أوصى الطبيب بها بانتظام. - اتباع نظام غذائي متوازن
يمد الطعام الجسم بالعناصر الغذائية المفيدة، مما يساعد في التعافي سريعًا والتئام الجرح، بجانب تعزيز صحة الجهاز المناعي. ويُنصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على كثير من الفيتامينات والمعادن والبروتينات، مثل الموجودة في الأنواع التالية:- الفواكه والخضراوات.
- الحبوب الكاملة.
- البقوليات.
- المكسرات.
- الدواجن.
- الراحة والتدرج في مستوى الحركة
ينبغي للمريض بعد عملية استئصال ورم من المخ أخذ قسط من الراحة، وتجنب جميع الأنشطة المرهقة والشاقة مثل قيادة السيارة، إلى أن يتعافى من آثار الجراحة، بالإضافة إلى التدرج في مستوى الحركة ببطء. - العناية بجرح العملية
يُفترض بالمريض العناية بجرح العملية كما أوصاه الطبيب وفحصه جيدًا كل يوم، وإذا لاحظ أي علامات غريبة، فعليه إخبار الطبيب بها حتى يوجهه إلى التعامل الصحيح معها. - عدم التعرض لمصادر الحرارة
من الضروري ألا يتعرض المريض بعد عملية استئصال ورم من المخ إلى مصادر الحرارة المباشرة، مثل الشمس ونار الموقد، فقد تؤثر في صحته وتعيق التئام الجرح. - الالتزام بمواعيد المتابعة مع الطبيب
لا يعني الخضوع لعملية استئصال ورم من المخ أن الفرد قد تعافى من مرضه ولا يحتاج إلى زيارة الطبيب مرة أخرى، فمن المفترض أن يواظب على زيارته خلال الخمس سنوات الأولى كل 3 أو 6 أشهر للاطمئنان على أن الورم لم يَعُد مرة أخرى.
جلسات العلاج الخاصة ودورها في تحسين حياة الفرد بعد عملية استئصال الورم
إذا تسببت أورام المخ بضعف في أحد الوظائف الحيوية للجسم، مثل النطق أو الحركة، فقد يوصي الطبيب مريضه بالخضوع إلى جلسات العلاج الطبيعي والمهني، وجلسات علاج النطق واللغة بعد عملية استئصال ورم من المخ.
يساعد العلاج الطبيعي في تحسين قدرة الفرد على استعادة التوازن، ويقوي عضلاته حتى يستعيد قدرته على المشي.
بينما العلاج المهني يتحكم بالمضاعفات الجانبية للجراحة، ويصلح المهارات الحركية والمعرفية للفرد.
وأخيرًا علاج النطق يساعد في التغلب على المشكلات المتعلقة بالتحدث والكلام.
الخلاصة أن الحياة بعد علاج أورام المخ بالجراحة تتحسن كثيرًا وتعود إلى طبيعتها بعد فترة زمنية تقدر بنحو 6 أسابيع، بشرط أن يتبع المريض النصائح الطبية ولا يهملها، ويحرص على الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي والمهني وعلاج النطق.
ولمزيد من المعلومات والاستفسارات، نوصيكم بمتابعة المقالات المنشورة في مدونة موقع الدكتور أحمد كمال عبد العزيز -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري-، أو حجز موعد مع الدكتور أحمد على الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني، ونتمنى لكم جميعًا دوام الصحة والعافية.