اعراض ورم الدماغ وأهم العلامات التحذيرية انتبه اليها

يحوي الدماغ المخ، وهو شبكة معقدة من الخلايا تساعدنا على التحكم في أفكارنا وعواطفنا، إضافة إلى أدائه دور حيوي كبير في الجسم. ويُصاب بعض المرضى بمشكلة تستدعي الحصول على استشارة الطبيب المختص خلال أسرع وقت، وهي نمو أورام الدماغ، التي قد تعيق سير الحياة الطبيعي للمصاب، وتسبب معاناته أعراضًا عدة.

اليوم نتعرف إلى أهم اعراض ورم الدماغ التي تستوجب زيارة طبيب المخ والأعصاب، فتابعوا مطالعة السطور القادمة.





    طبيعة الإصابة بورم الدماغ وأنواعه المختلفة

    النمو غير الطبيعي لخلايا المخ باختلاف أنواعها ينتج عنه تكوّن كتل من الخلايا يطلق عليها أورام المخ، والتي تتعارض مع أداء المخ وظيفته بكفاءة وتضغط على الأنسجة والأوعية الدموية والأعصاب المحيطة.
    تُصنف أورام المخ إلى مجموعتين أساسيتين وذلك حسب مصدرها وسرعة الانتشار.

    تقسم أورام المخ حسب المصدر إلى:

    أورام المخ الأولية

    تنشأ أورام المخ الأولية في خلايا المخ ذاتها -بمختلف أنواعها-، وعادة تكون من النوع الحميد بطيء الانتشار.
    وتوصل الأطباء إلى نحو 140 نوعًا من أنواع الأورام الأولية في المخ، ولكن يعد أكثرها شيوعًا:

    • الأورام الدبقية: وهي أورام تنشأ في الخلايا المحيطة بالخلايا العصبية في المخ والنخاع الشوكي، وهي أكثر انتشارًا بين الرجال عن النساء.
    • أورام السحايا: وهي الأغشية التي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي بهدف حمايتهما، وتعد أكثر أنواع أورام المخ شيوعًا بين النساء عن الرجال.
    • أورام الغدة النخامية: المسؤولة عن التوازن الهرموني في جسم الإنسان، وتعد أكثر الأنواع شيوعًا بين النساء أيضًا، وتختلف الأعراض الناتجة عنه حسب الجزء المصاب من الغدة النخامية والوظيفة المسؤول عنها.
    • الأورام القحفية البلعومية: التي تنمو في الجزء الخلفي من المخ بالقرب من الغدة النخامية وتصيب عادةً الأطفال من سن 5-14عامًا، والكبار فوق سن الـ 45 عامًا.
    • أورام العصب السمعي: التي تؤثر بالسلب على قدرة الإنسان على السمع والتوازن أيضًا.
    • الأورام الوعائية: التي تنشأ في خلايا الأوعية الدموية الموجودة في المخ أو الجزء الخلفي من العين.

    اقرا عن علاج اورام المخ

    أورام المخ الثانوية

    أورام المخ الثانوية تنشأ في عضو آخر من أعضاء الجسم، مثل الرئة أو الثدي أو الكلى أو الجلد، وتنتقل إلى المخ من خلال الدورة الدموية أو السائل الليمفاوي، وتكون أكثر خطورة على حياة المريض.

    أما بالنسبة لسرعة الانتشار فتنقسم أورام المخ إلى نوعين أساسيين، وهما:

    أورام حميدة

    على الرغم أن وجود كتلة غير طبيعية من الخلايا في المخ يشكل ضغطًا على الأنسجة المحيطة، قد تكون أورام المخ الحميدة أقل خطورة وأبطأ من حيث النمو وقابلية الانتشار، لذا تعد من أنواع الأورام التي يسهل إزالتها جراحيًا، ولا تعود مرةً أخرى.

    أورام خبيثة

    على عكس الأورام الحميدة فهي سريعة النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي أو خارجه في كافة أجزاء الجسم، لذا هي أكثر الأنواع خطورة على صحة الإنسان لما قد تسببه من مضاعفات خطيرة.

    اطلع على عملية استئصال ورم ف المخ

    ما الفرق بين اعراض ورم الدماغ الحميد والسرطان الخبيث؟

    تختلف اعراض ورم الدماغ  تبعًا لنوع الخلايا المصابة والجزء المتضرر من المخ وحجم الورم وتأثيره على الأجزاء المحيطة، فعند الحديث عن أعراض ورم الدماغ الحميد نجد أن معظم الحالات المصابة لا تعاني أعراضًا ملحوظة في البداية، وخاصة الحالات التي تعاني من أورام صغيرة الحجم.
    ولكن عندما يبدأ الورم في النمو ويزداد حجمه تظهر بعض اعراض ورم الدماغ، والتي تشبه إلى حد كبير أعراض سرطان الدماغ الخبيث في مراحله الأولى.

    ما اعراض ورم الدماغ في مراحله الأولى ؟

    بصفة عامة تشمل أعراض سرطان الدماغ في مراحله الأولى ما يلي:

    • صداع يزداد في الساعات الأولى من الصباح وفي أثناء النوم وعند العطس أو السعال.
    • الغثيان والقيء.
    • مشكلات في الرؤية.
    • تشنجات عضلية.
    • تغير الشخصية والسلوك.
    • التلعثم في الكلام.
    • صعوبة في التفكير وأخذ القرارات.
    • فقدان الذاكرة.
    • خدر وضعف في عضلات الذراع أو الساق وصعوبة الحركة.
    • شلل في جزء من الوجه.
    • طنين في الأذن.
    • ضعف أو فقدان السمع.
    • صعوبة القراءة والكتابة.
    • فقدان الوعي المستمر.
    • صعوبة البلع.
    • الدوخة والدوار.
      وقد تظهر بعض الأعراض التي تدل على الإصابة بنوع معين من أورام المخ مثل أورام الغدة النخامية التي تسبب اضطرابات في الدورة الشهرية أو انقطاعها، وانخفاض ضغط الدم، وزيادة نمو الشعر في الجسم، والتثدي عند الرجال أو نزول اللبن عند السيدات.

     

    ما اعراض ورم الدماغ في مراحله المتقدمة ؟

    قد لا تختلف اعراض ورم الدماغ في مراحله المتقدمة عن الأعراض السابقة، ولكنها تكون أكثر شراسةً وأسرع ظهورًا، إذ يفقد المريض إدراكه وقدرته على الحركة وعلى السيطرة على عمليتي التبول والتبرز، وقد يتطور الأمر أيضًا إلى فقدان السمع والرؤية، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى تدل على انتشار الورم إلى أعضاء مختلفة من الجسم.

    هل تتشابه علامات ورم الدماغ مع حالات مرضية أخرى؟

    نظرًا لاختلاف اعراض ورم الدماغ حسب مكان وحجم ونوع الورم قد تتشابه مع كثير من الحالات المرضية الأخرى، مثل الصداع الناجم عن التهابات الجيوب الأنفية، أو التهاباب العصب الخامس أو السابع، والآلام الناتجة عن خشونة فقرات الرقبة، والخدر أو التنميل في الأقدام الناجم عن الانزلاق الغضروفي، وغيرها من الحالات المرضية.
    لذا لا يمكن الاعتماد على علامات ورم الدماغ فقط في تشخيص المرض، بل يستدعي الأمر مزيدًا من الخطوات المتقدمة.

    هل النوم بجوار هاتفك المحمول قد يكون أحد اسباب ورم الدماغ !؟

    الأسباب الفعلية لورم الدماغ غير معلومة حتى الآن، ولكن أوضح الباحثون من خلال دراساتهم لسنوات طويلة أن معظم الحالات التي شُخصت بأورام الدماغ عانت من تغيرات في المادة الوراثية لخلايا المخ أدت إلى نموها بشكل غير طبيعي.
    وقد عزى الباحثون حدوث هذه التغيرات في المادة الوراثية إلى تعرّض المريض لعوامل خطر عدة جعلت فرصة إصابته بالمرض في تزايد عن غيره، مثل:

    • التقدم في العمر.
    • التعرض للمواد الكيميائية، خاصة المرتبطة بمناطق العمل ومصانع الكيماويات.
    • التعرض للإشعاع لفترات طويلة، وخاصة ذلك المنبعث من أجهزة الأشعة التشخيصية وجلسات الإشعاع المستخدمة في علاج الأورام.
    • التاريخ الوراثي.

    أما عن علاقة استخدام الهواتف الذكية المفرط بأورام الدماغ فلم تؤكد أي دراسة إلى الآن وجود علاقة قوية بينهما، وذلك لأن الإشعاعات المنبعثة من الهواتف المحمولة ليست قوية بالقدر الذي يُحدث طفرات في المادة الوراثية لخلايا المخ.

    اعراض ورم الدماغ غير كافية لتشخيص المرض

    يستدعي تشخيص ورم الدماغ ووضع خطة علاجية دقيقة ومناسبة لحالة كل مريض معرفة حجم ونوع الورم ومدى تأثيره على الأنسجة المحيطة، ولا تتحقق هذه العناصر إلا بالاعتماد على أساليب تشخيصية متقدمة، مثل:

    • الفحص البدني
      يُجري الطبيب عدة فحوصات يقيم خلالها رد فعل العضلات والأعصاب والذاكرة والقدرات العقلية تجاه بعض المؤثرات الخارجية.
    • الأشعة السينية
      تكشف الأشعة السينية عن وجود أي كسر أو شرخ في الجمجمة حدث نتيجة نمو الورم أو وجود ترسبات للكالسيوم في خلايا الورم أو الأوعية الدموية.
    • الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي
      تُجرى هذه الأشعة لعرض صورة دقيقة ومجسمة لأجزاء الجمجمة والمخ، وتُظهر وجود أي كتل غير طبيعية ومدى تأثيرها على الجزء المصاب والأجزاء المجاورة.
    • عينة من الورم
      عندما تؤكد الأساليب التشخيصية السابقة وجود ورم بالفعل في أحد أجزاء المخ يضطر الطبيب إلى أخذ عينة من هذا الورم جراحيًا لمعرفة نوعه، وفي أي مرحلة يكون، ويضع الخطة العلاجية المناسبة للقضاء عليه.

    مراحل سرطان المخ من الأقل إلى الأكثر خطورةً

    توجد عدة مراحل لسرطان المخ تختلف باختلاف طبيعة نموه وشكل الخلايا ومدى انتشارها، وتمشل ما يلي:

    • المرحلة الأولى: ويكون فيها الورم حميدًا وبطيء النمو، وتشبه خلاياه إلى حد كبير خلايا المخ الطبيعية.
    • المرحلة الثانية: وتبدأ فيها الخلايا في التحور والنمو بشكل غير طبيعي عن خلايا المخ، وتبدأ في الانتشار إلى الخلايا الطبيعية المجاورة له.
    • المرحلة الثالثة: يصير فيها الورم أكثر شراسةً وأسرع نموًا وانتشارًا، وينتشر إلى أجزاء المخ المحيطة ويختلف شكل الخلايا عن الطبيعي.
    • المرحلة الرابعة: يزداد فيها الورم شراسةً وانتشارًا ليغزو أجزاءًا أخرى من المخ بسرعة كبيرة.

    ما هو التعامل الأمثل مع حالات أورام الدماغ؟

    يتمكن الطبيب من وضع خطة علاجية دقيقة ومتكاملة لمرضى أورام المخ من خلال النتائج التي أفصحت عنها الأساليب التشخيصية المختلفة.
    وعادة تشمل الأساليب المتبعة في علاج ورم الدماغ الحميد والخبيث ما يلي:

    التدخل الجراحي

    ويهدف إلى استئصال أكبر قدر ممكن من الخلايا السرطانية دون التسبب في تلف خلايا المخ المختلفة، وقد استُحدثت العديد من الأساليب الجراحية الحديثة التي جعلت هذه العملية أكثر سهولة ودقة، مثل تقنية الميكروسكوب الجراحي التي تتميز بـ:

    • صغر حجم الشق الجراحي الناتج عنها.
    • توفيرها صورة مكبرة وأكثر وضوحًا لمكان العملية والورم.
    • نزيف أقل وتعافي أسرع للمريض بعد العملية.

    العلاج الكيميائي أو الإشعاعي

    وهي أساليب علاجية تكميلية يخضع لها مريض ورم المخ قبل التدخل الجراحي لتقليص حجم الورم فيسهل إزالته جراحيًا، أو بعد التدخل الجراحي بهدف قتل ما تبقى من خلايا سرطانية لم يتسنى للطبيب إزالتها جراحيًا، ومنع انتشار الورم إلى مزيد من خلايا المخ الطبيعية.

    تُحدد عدد جلسات العلاج الكيميائي أو الإشعاعي حسب حجم ونوع الورم وفي أي مرحلة يكون.

    وفي النهاية، نود أن نخبرك أننا جميعًا معرضون لاضطرابات مفاجئة تحدث لنا في حياتنا اليومية، وقد يكون لها دلالة على مشكلات خطيرة، لذا استثمر كل ماتملك في صحتك ولا تهمل فيها أبدًا لأنها أغلى ما يمكن أن يملك الإنسان.
    في عيادة الدكتور أحمد كمال نضع حدًا لجميع آلامك، تواصلوا معنا لمزيد من المعلومات وحجز موعد في العيادة عبر أرقام التواصل الموضحة في الموقع.