ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب من الحالات التي تؤدي إلى آلام حادة وشديدة في الجزء العلوي من الجسم، ومن الممكن أن تؤثر تلك الإصابة في الحركة الطبيعية للرقبة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
في هذا الصدد سوف نستعرض أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب ونوضح أفضل الوسائل العلاجية التي يمكن اتباعها للتخفيف من حدة الآلام.
ما هي أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب؟
يمكن لضغط فقرات الرقبة على الأعصاب أن يسبب العديد من الأعراض المزعجة التي تعيق الفرد عن أداء مهامه المعتادة، ومن أبرزها:
- آلام في الرقبة والكتفين والذراعين.
- تنميل وخدر في الأصابع.
- صعوبة الحركة والتحكم في الأطراف العلوية.
- الصداع والدوخة وعدم التوازن.
إذا كنت تعاني أحد تلك الأعراض فمن المهم أن تسرع في زيارة الطبيب لتقييم حالتك وتحديد السبب الكامن وراء الأعراض، وذلك من خلال الخضوع لأشعة الرنين المغناطيسي على فقرات الرقبة.
اقرا ايضا عن:
العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية.. وسائل فعالة لتخفيف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب
يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة والوسائل العلاجية البسيطة في الحد من الألم دون أي مضاعفات لاحقًا. فيمكن للعلاج الطبيعي والتمارين الرياضية أن يساعدان في تخفيف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب.
إليك تفاصيل تلك الوسائل:
- التمارين الرياضية: تعمل التمارين الرياضية على تقوية العضلات المحيطة بالرقبة وتحسين توازن الجسم، الأمر الذي يساعد على تخفيف أعراض ضغط الفقرات على الأعصاب. وتشمل تلك التمارين: تمارين التمدد، وتمارين القوة التي تستهدف عضلات الرقبة والكتفين.
- العلاج اليدوي: يمكن استخدام تقنيات المساج لتحسين مرونة الرقبة وتحسين تدفق الدورة الدموية، وبالتالي تقليل الألم الناتج عن الضغط الموجود على الأعصاب.
- تطبيق كمادات الحرارة والبرودة: يمكن استخدام الحرارة والبرودة لتخفيف الألم والتورم في الرقبة، وذلك من خلال استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة بالتبادل.
- بالإضافة لما سبق، يُعد اتباع النظام الغذائي الصحي أحد الوسائل التي تُسهم في تخفيف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب، إذ تساعد التغذية السليمة على تقليل التهابات الجسم، وتعزيز صحة الجهاز المناعي.
الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب
يمكن استخدام عدة أنواع من الأدوية لتخفيف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب، وتشمل:
- المسكنات ومضادات الالتهابات، مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين والأسبرين، والتي تعمل على تخفيف الألم والالتهاب.
- المرخيات العضلية: مثل الباكلوفين والتيزانيدين، والتي تعمل على تخفيف التشنجات العضلية وتحسين حركة الرقبة.
ويجب استشارة الطبيب المعالج قبل تناول أي من الأدوية المذكورة أعلاه سواءًا عند علاج ضغط الفقرات على الرقبة أو علاج الانزلاق الغضروفي في الرقبة، فقد تتداخل تلك الأدوية مع أدوية أخرى يتناولها المريض لعلاج مشكلات صحية أُخرى.
تغييرات في نمط الحياة تخفف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب
تعد تغييرات نمط الحياة جزءًا مهمًا من تخفيف أعراض ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب، وتشمل تلك التغييرات:
- الحفاظ على وضعية الجسم مستقيمة في أثناء الجلوس والوقوف والنوم، وتجنب الجلوس لفترات طويلة أو الاسترخاء بطريقة خاطئة.
- التخلص من الوزن الزائد الذي يضغط على الفقرات والأعصاب.
- استخدام الوسائد المناسبة للنوم والجلوس من أجل دعم الرقبة وتخفيف الضغط على الأعصاب.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة، والاستعانة بالأشخاص الآخرين عند حملها إذا لزم الأمر.
- الحرص على النوم لفترات كافية، وتجنب الإجهاد الزائد والتعرض للضغوط النفسية التي من شأنها أن تُزيد من حدة الآلام البدنية.
ما هو علاج ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب ؟
يُجري الطبيب المختص إجراء التدخلات الجراحية من أجل علاج ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب في حالات معينة، خاصة عند عدم استجابة الأعراض للعلاجات التقليدية وتدهور الحالة.
والهدف من تلك الجراحة هو تخفيف الضغط عن الأعصاب، واستعادة وظائف الفقرات العنقية، وتخفيف حدة الألم.
وهناك عدة إجراءات جراحية متاحة لعلاج ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب يُحدد الجراح الإجراء الأنسب منها بعد التقييم الشامل للحالة.
ويتضمن ذلك التقييم إجراء الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي على الفقرات العنقية لمعاينة وضع الفقرات والأعصاب المضغوطة بوضوح، وكذلك تقييم حدة الأعراض التي يعانيها المريض عبر الفحص البدني، مثل: ضعف العضلات أو تنميل الأطراف العلوية.
وتشمل الإجراءات الجراحية التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج مشكلة ضغط فقرات الرقبة على الأعصاب ما يلي:
- التصلب القطني (Fusion): تهدف هذه العملية إلى تثبيت الفقرات المتأثرة معًا لتشكيل جزء صلب، وتثبيته بواسطة مسامير وقضبان بهدف تقليل حركة الفقرات المصابة بعد الجراحة، وتخفيف الضغط عن الأعصاب.
- اللامينكتومي (Laminectomy): يتضمن هذا الإجراء استئصال جزء من العظم في الفقرات المتضررة لتوسيع القناة الشوكية وتخفيف الضغط على الأعصاب المضغوطة.
وقد يتم استئصال “الديسك” (Discectomy) للتخلص من الغضروف المتضرر إذا كان يسبب ضغطًا على الأعصاب. - تثبيت العمود الفقري بواسطة المسامير والقضبان (Instrumentation): في هذه العملية، يتم تثبيت الفقرات المتزحزحة باستخدام مسامير وقضبان معدنية لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار للفقرات، وتقليل الضغط على الأعصاب.
التعافي بعد جراحات فقرات الرقبة
بعد انتهاء جراحة فقرات الرقبة، يعتمد وقت التعافي على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الجراحة التي أجريت للمريض، ومدى تقدم حالته قبل الجراحة، ومدى مراعاته تعليمات الطبيب واتباعها بدقة خلال فترة التعافي.
ولكن في العموم لا تتعدى فترة التعافي الـ 6 أشهر، ومن الضروري ومن الضروري تجنب الأنشطة البدنية الشاقة خلال تلك الفترة -لا سيما في الأسابيع الأولى-، والحرص على تحريك الرقبة بلطف وتدريجيًا لتجنب الإجهاد الزائد على فقرات العمود الفقري العنقية.
وبعد مرور الشهر الأول من فترة التعافي، يمكن للمريض القيام ببعض الأنشطة البدنية الخفيفة، مثل المشي والسباحة والرياضات الخفيفة، ومع مرور المزيد من الوقت، يمكنه زيادة مستوى النشاط البدني تدريجيًا حتى يستعيد لياقته البدنية ومرونة رقبته.
قدمنا لك في هذا المقال أعراض الضغط على فقرات الرقبة وأفضل الوسائل العلاجية.
ويمكنك زيارة الدكتور أحمد كمال -مدرس واستشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- للحصول على تفاصيل أكثر عن الإجراءات الجراحية والخيارات العلاجية المناسبة للتعامل مع مشكلات الفقرات العنقية التي تعانيها بعد الخضوع للفحص.