هل يوجد علاج نهائي للانزلاق الغضروفي؟

تكثر التساؤلات حول حقيقة وجود علاج نهائي للانزلاق الغضروفي يخلص المرضى من آلامه دون مضاعفات.. فهل يُمكن أن يتحقق ذلك؟ هل يمكن الشفاء منه فعلًا؟ وما مدة العلاج التي يمكن بعدها التعامل مع المُصاب كمتعاف؟ ندعوك إلى التعرف على إجابات جميع تلك الاستفسارات وأكثر خلال سطور هذا المقال.





    لمحة سريعة حول الانزلاق الغضروفي

    لا زال العلم يقف حائرًا أمام عظمة التشريح البنياني لجسم الإنسان، وكيف يُمكن أن يمتلك الجسم كل تلك التفاصيل الدقيقة.. إنها هندسة الخلق ومعجزة الخالق!

    وتتمثل إحدى تلك المعجزات في العمود الفقري المكون من 33 فقرة، يفصل بينها أقراصًا غضروفية مستديرة داخلها مادة هلامية لينة تُشبه “الجيلي”، وتعمل تلك الأقراص بمثابة حواجز داعمة بين العظام تمنع احتكاك بعضهم البعض، الأمر الذي يجعل الحركة أكثر مرونة.

    وقد صُمم العمود الفقري بدقة شديدة لدعم طرفي الجسم العلوي والسفلي لتسهيل الحركة والانحناء، لكن عادة ما تتسبب العادات الخاطئة في إتلاف تلك الغضاريف، الأمر الذي قد يسبب مضاعفات بالغة، ويجعل البحث عن علاج نهائي للانزلاق الغضروفي يجتاح محركات البحث المختلفة.

    اطلع على ما هو الانزلاق الغضروفى العنقى

    ما هى أسباب الانزلاق الغضروفي ؟

    من العادات الخاطئة التي تسبب الإصابة بالانزلاق الغضروفي: التحرك دون استقامة في أثناء المشي، أو الجلوس بوضعية غير صحيحة، إضافة إلى زيادة الوزن المفرطة نتيجة عدم اتباع نمط غذائي صحي، وارتداء الأحذية ذات الكعب العالي التي تزيد الضغط على فقرات الظهر.

    وتسبب تلك العوامل خروج المادة الهلامية من الأقراص المنزلقة، ومن ثم الضغط على الأعصاب المحيطة بالفقرات، ومن ثم الشعور بآلام شديدة.

    تسرب المادة الهُلامية الموجودة داخل الغضاريف وضغطها على أعصاب العمود الفقري أمور تسبب الشعور بآلام مبرحة.

    هل يمكن الشفاء من الانزلاق الغضروفي نهائيًا؟

    الإجابة هي نعم! من الممكن الحصول على علاج نهائي للانزلاق الغضروفي ، ونعني بذلك أنه يمكن التخلص من الآلام المُصاحبة للانزلاق واستعادة المريض قدرته على ممارسة كافة الأنشطة الاعتيادية، وذلك من خلال اتباع النمط العلاجي المناسب الذي يحدده الطبيب.

    أما فيما يتعلق بطبيعة تكوين الغضروف التشريحي، فلا يمكن استعادة حالته الطبيعية بعد تعرضه للتلف، ورغم ذلك يُمكن لغالبية الأشخاص الذين خضعوا للعلاج أن يشعروا بتحسن ملموس في الأعراض التي كانت تُعيق حركتهم.

    ويكمن الهدف من العلاج في التحكم بمسببات المشكلة، والسيطرة على الآلام الناتجة عن الانزلاق، التي عادة ما تنتج من تكدس فقرتين في مكان واحد، أو خروج المادة الهلامية التي بدورها تضغط على الأعصاب المحيطة بالغضروف، والتي عادة ما تكون مسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى المخ.

    اقرا ايضا عن علامات الشفاء من الانزلاق الغضروفى

    علاج نهائي للانزلاق الغضروفي: تعرف على أحدث وسائل العلاج المتبعة

    جراحة استئصال الغضروف المنزلق تقع ضمن ما يُعرف بـ علاج نهائي للانزلاق الغضروفي، وهي جراحة ميكروسكوبية دقيقة يجريها الجراح المختص من خلال صنع شق صغير في الظهر لا يتعدى 2 سم، وإزالة القرص المتضرر بهدف تخفيف الضغط على الأعصاب المحيطة.

    وإلى جانب الجراحات الميكروسكوبية الدقيقة، توجد أنماط علاجية عدة تتضمن تناول الأدوية، والخضوع لجلسات التردد الحراري و/أو جلسات العلاج الطبيعي، وهي جميعًا وسائل فعالة تسهم في التخلص من الألم، ويختار الطبيب وسيلة العلاج المناسبة طبقًا لمدى تطور حالة المريض، الأمر الذي يستدعي الحصول على تشخيص دقيق من خلال طبيب مختص وماهر.

    مدة شفاء الانزلاق الغضروفي تختلف بين مريض وآخر

    عادة ما تختلف مدة الشفاء من الانزلاق الغضروفي اعتمادًا على العديد من العوامل، منها:

    •  شدة الإصابة، وموقع الفقرة التي المصابة، وبناء على ذلك تختلف مدة علاج الانزلاق الغضروفي القطني ومدة علاج الانزلاق الغضروفي في الرقبة أو الفقرات العصعصية.
    • التأكد من خروج المادة الهلامية من موضعها لتضغط على الأعصاب المحيطة بالغضروف.
    • الاختلافات الفردية المتعلقة باستجابة المريض لإحدى وسائل العلاج دون الأخرى، والتاريخ المرضي للمُصاب.
    • نمط العلاج المتبع، فبالتأكيد قد تختلف مدة علاج الانزلاق الغضروفي بالكي الحراري مقارنة بمدة التعافي المطلوبة بعد الخضوع للجراحات الميكروسكوبية.

    على الأغلب قد يشعر المريض بتحسن كبير في غضون بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر، وذلك في حال الالتزام بزيارات الطبيب الدورية لمتابعة الحالة، والتعليمات التي يُمليها الطبيب المعالج على مرضاه.

    وفي بعض الأحيان يمكن أن تصل مدة الشفاء من الانزلاق الغضروفي إلى عام أو أكثر، وذلك -غالبًا- إن تطلبت الحالة الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي بعد الخضوع إلى خطة العلاج الأساسية التي يُحددها الطبيب.

    تعرف أيضاً على: هل عملية الانزلاق الغضروفي خطيرة

    ممارسات قد تُساعد في الحصول على علاج نهائي للانزلاق الغضروفي

    تعزز الممارسات التالية حصول المرضى على علاج نهائي للانزلاق الغضروفي -بأمر الله-:

    • تجنب ممارسة العادات الخاطئة التي أدت إلى الإصابة بالانزلاق الغضروفي.
    • تجنب رفع الأوزان الثقيلة نهائيًا.
    • فقدان الوزن الزائد الذي يسبب الضغط على العمود الفقري، ويزيد احتمالية الإصابة بالانزلاق الغضروفي.
    • الامتناع عن التدخين، لأنه قد يخفض كمية الأكسجين المتدفقة للعمود الفقري، الأمر الذي قد يزيد تلف الفقرات بمرور الوقت، ويزيد احتمالية خروج المادة الهلامية من الغضاريف.
    • ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية العضلات الداعمة للغضاريف، وزيادة المرونة.
    • الجلوس والوقوف بوضعيات صحيحة.

    إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال بعنوان “علاج نهائي للانزلاق الغضروفي”. يمكنكم الحصول على التشخيص الدقيق عبر الخضوع للفحوصات المناسبة، وذلك من خلال زيارة عيادة الدكتور أحمد كمال، مدرس واستشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، والحاصل على الدكتوراه في تخصص جراحة المخ والأعصاب من جامعة القاهرة.

    احجز موعدك الآن من خلال الاتصال بالأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.