الصداع حالة شائعة يعانيها الجميع بلا استثناء، فمن منا لم يَشك يومًا من الصداع بعد يوم مرهق أو بسبب قلة النوم، مما يؤثر في قدرتنا على تأدية المهام الاعتيادية. وفي مثل هذه الأوقات نلجأ إلى تناول مسكن خفيف أو احتساء القهوة أو ربما الراحة لفترة قصيرة، وغالبًا بعدها تتحسن الأعراض.
لكن متى تستدعي الحالة القلق والذهاب إلى الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء هذا الصداع؟ يمكنك التعرف على ذلك بمطالعة المقال التالي الذي يتضمن معلومات تفصيلية عن أسباب وعلاج الصداع بأنواعه المختلفة.
ما أنواع الصداع؟
يوجد أكثر من 300 نوع من أنواع الصداع، بعضها معروف السبب ويسمى الصداع الثانوي والبعض الآخر غير معلوم السبب ويسمى الصداع الأولي أو الأساسي.
- الصداع الأولي
هو الصداع الناتج عن الخلل الوظيفي أو زيادة نشاط بعض أجزاء من الرأس والرقبة ومنها:- الأوعية الدموية.
- العضلات.
- الأعصاب.
- مناطق محددة في الدماغ.
- المواد الكيميائية في المخ.
وتشمل أنواع الصداع الأولي ما يلي:
- الصداع الناتج عن التوتر.
- الصداع النصفي.
- الصداع العنقودي.
- الصداع اليومي المستمر.
ومن الجدير بالذكر أن الصداع الأولي ليس عرضًا أو دليلًا على وجود حالة طبية كامنة، وقد تلعب الجينات دورًا في هذا النوع، فقد يكون بعض الأشخاص لديهم جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالصداع الأولي.
ويمكن أن تسبب بعض السلوكيات أو العادات التي تتعلق بنمط الحياة إلى الإصابة بالصداع الأولي، ومن بين ذلك:
- تناول الكحوليات.
- التدخين.
- تناول بعض الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مادة النترات.
- تغيرات في النوم أو قلة النوم.
- عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
- القيام بنشاط بدني كبير أو ممارسة الرياضة.
- السعال أو العطس أو الضحك أو البكاء بشدة.
- الصداع الثانوي
وهو الصداع الناتج عن حالات مثل:
-
- الحمل، وقد يكون ناتجًا عن حالة خطيرة مثل تسمم الحمل.
- الجيوب الأنفية.
- الإفراط في تناول بعض الأدوية.
- قصور الغدة الدرقية.
- ارتفاع شديد في الضغط.
- نزيف في المخ.
- إصابة بالرأس.
- سكتة دماغية.
- ورم الدماغ.
متى ينبغي أن يقلق المريض بشأن الصداع؟
يتمكن المرضى من التغلب على الصداع في معظم الأوقات بتناول بعض الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء، لكن هناك بعض الحالات يكون فيها الصداع علامة تحذيرية لحالة خطيرة تستدعي رعاية طبية مختلفة.
يكون الصداع أمرًا مقلقًا ويحتاج إلى زيارة الطبيب على الفور إذا كان المريض يعاني من:
- صداع شديد بشكل غير اعتيادي وغير مسبوق.
- صداع يزداد سوءًا.
- ألم في الرأس مع الحركة والسعال.
- صداع مصحوب بالحمى وتصلب الرقبة أو تشوش في الذاكرة.
- الإحساس بالصداع مع ظهور بعض الأعراض العصبية، مثل التشنجات أو التنميل أو اضطرابات في الرؤية أو الكلام.
- الصداع المصحوب باحمرار في العين وألم.
- صداع بعد ضربة في الرأس.
- الصداع عند المرضى المصابين بالسرطان أو ضعف الجهاز المناعي.
- صداع يأتي بشكل مفاجئ وقد يوقظك من النوم.
ما أسباب الصداع؟
ينتج ألم الصداع عن إشارات تنتقل بين المخ والأوعية الدموية في الرأس والرقبة والأعصاب المحيطة بهما، وذلك عن طريق الآليات المتعددة في الجسم التي يتم من خلالها تنشيط أعصاب معينة تؤثر في العضلات والأوعية الدموية، فترسل هذه الأعصاب إشارات الألم إلى المخ مما يسبب الإحساس بالصداع.
هل يمكن معرفة نوع الصداع من مكانه؟
تحدثنًا سابقًا عن أنواع الصداع من حيث الأسباب، وسوف نتحدث عن تلك الأنواع على حسب موضع الإحساس بالألم في الرأس، وهي كالآتي:
- صداع في جبهة الرأس
يسبب صداع التوتر ألمًا خفيفًا في الجبهة وعلى جانبي الرأس، وقد يحدث بسبب الإرهاق أو مشكلات في عضلات ومفاصل الرقبة، ويمكن التغلب عليه بتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول والكمادات الدافئة أو الاستحمام بمائ دافئ والراحة لقليل من الوقت. - صداع أعلى الرأس
الصداع في أعلى الرأس له العديد من الأسباب، قد يكون الصداع النصفي واحدًا منها، ويعد الصداع النصفي أحد أنواع الصداع الأولى التي قد تنتج من تغيرات في تدفق الدم في الدماغ، وقد يحدث بطريقة مفاجئة ودون سابق إنذار.
وهناك بعض المحفزات التي تؤدي إلى الإحساس بالصداع النصفي، منها:
- تغيرات الطقس.
- التعب.
- قلة النوم.
- الأضواء الساطعة أو الصاخبة.
- الروائح القوية.
- تناول بعض الأطعمة مثل الشيكولاتة أو الكافيين.
وغالبًا يكون هناك ألم نابض في جانب واحد من الرأس، ويبدأ حول العين وقد ينتشر إلى أعلى ومؤخرة الرأس.
- صداع في مؤخرة الرأس
من أسباب الصداع الخلفي ما يلي:- الصداع التوتري: يحدث عند البعض في الجزء الخلفي من الرأس.
- الصداع النصفي: يسبب ألمًا نابضًا يبدأ في أحد جانبي الرأس وقد يمتد إلى الجزء الخلفي منها.
- الصداع العنقودي: ويسمى صداع خلف الرأس، وهو شائع في الرجال عن النساء، وغالبًا يصيب جانبًا واحدًا من الرأس، وقد يمتد إلى مؤخرتها، وقد يبدأ فجأة ويستمر من 30-60 دقيقة، وقد لا يتحمل المريض الألم من شدته، فقد نجد بعض المرضى يضربون رؤوسهم بالحائط من شدة هذا الألم، وقد يصاحب الألم الغثيان والقيء والحساسية تجاه الضوء والصوت.
اقرأ المزيد عن: أعراض واسباب الصداع النصفي الأيمن
كيف يتم تشخيص أسباب الصداع؟
يشخص الطبيب نوع وسبب الصداع من خلال الفحص البدني للمريض ومعرفة التاريخ الطبي له، والتحدث معه عن كيفية حدوث الصداع، وما إذا كان مصاحبًا أعراض أخرى.
يطلب الطبيب بعض الأشعات التشخيصية، مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي على الرأس إذا كان يشك أن الصداع ناتج عن مشكلة في المخ، إذ تنتج تلك الأشعة صورًا مفصلة للمخ.
كيفية علاج الصداع
يعتمد علاج الصداع على معرفة نوعه ومعرفة محفزاته، فعلى سبيل المثال إذا كان المريض يشعر بالصداع نتيجة التوتر الشديد فيمكن باتباع بعض الأنماط التي تساعد على تخفيف التوتر، مثل التنفس العميق وسماع الموسيقى الهادئة.
ومن الوسائل التي تساعد على علاج الصداع ما يلي:
- تناول الأدوية
بعض أنواع الصداع تستجيب للمسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية، مثل: صداع التوتر العرضي، لكن ينبغي التنبيه إلى أن الإفراط في تناول الأدوية قد يحول الصداع العرَضِي إلى مزمن. وفي حالات الصداع المتكرر أو الشديد قد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية، مثل التريبتان (Triptans)، أو غيرها من الأدوية التي قد تساعد على علاج الصداع النصفي والصداع المستمر والمتكرر، ويمكن أخذها عند ظهور العلامات الأولى للصداع. ويمكن لأدوية ارتفاع ضغط الدم والتشنجات والإكتئاب أن تحد من الصداع النصفي، وقد يوصي بها الطبيب في بعض الأوقات لتقليل حدة الصداع. - علاج السبب الرئيسي للصداع
يمكن بعلاج مسببات الصداع الثانوي التخلص منه، وقد تستدعي بعض الحالات تناول المزيد من الأدوية، كما أن هناك بعض الحالات تحتاج إلى الجراحة للتخلص من السبب وراء الصداع.
وفي ختام مقالنا الذي تضمن معلومات تفصيلية عن علاج الصداع وأسبابه وأنواعه، يمكن القول إن لكل كل حالة تُعامل بصورة منفردة، وبمعرفة محفزات الصداع عند كل حالة وتجنبها والابتعاد عنها تختفي أعراض الصداع تدريجيًا، وإذا كان يصعب عليه ذلك يمكن أن يساعده الطبيب على التحكم في نوبات الصداع بالطرق العلاجية المختلفة.
اقرأ المزيد عن: