نشر موقع المعهد الوطني للسرطان (National Cancer Institute) إحصائية علمية تؤكد تَسَبُب أورام المخ والجهاز العصبي المركزي في وفاة أكثر من 250 ألف شخصًا حول العالم خلال عام 2019.
وحتى عامنا الجاري (2023) ما زال العلماء حريصين على رصد أعداد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالأورام الدماغية، وتتبُّع معدلات التحسن والتعافي بعد الخضوع لمختلف وسائل علاج أورام المخ كي يتمكنوا من تطوير تلك الوسائل، واستحداث وسائل أكثر أمانًا وفعالية تُخلص المرضى مما يشعرون به من آلام وأعراض مرضية تنغص حيواتهم.
أورام المخ متعددة الأنواع وتنمو على مختلف مراكز المخ
صنّفت جمعية أورام الدماغ الوطنية (National Brain Tumor Society) الأورام المخيّة إلى أكثر من 120 نوعًا تنمو بأحجام متفاوتة في مناطق مختلفة بالدماغ، وإذا أردنا أن نتطرق إلى الأنواع الرئيسة فنقول إن أورام المخ تنقسم إلى نوعين:
- النوع الأول: الأورام الحميدة بطيئة النمو.
- النوع الثاني: الأورام الخبيثة (السرطانية) التي تتكاثر بسرعة وتُهاجر إلى مناطق أخرى في الجسم، ومنها ما يكون شديد العدوانية ينتشر إلى سائر أعضاء الجسم بسرعة كبيرة، فيُهدد المرضى بخطر فقدان الحياة.
اقرا عن علاج الورم الحميد
ويمكن تقسيم أنواع الأورام الدماغية بحسب مكان نموها كما الآتي:
- الأورام الدبقية/النجمية (Gliomas): تُعد النوع الأشهر من أنواع أورام الدماغ، وهي أورام تتوغل بشدة في أنسجة المخ (Diffuse Gliomas)، وتتوغل -أيضًا- بين الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ.
- أورام قاع الجمجمة: أورام تنمو في الجزء السفلي من عظام الجمجمة.
- الأورام السحائية (Meningiomas): أورام حميدة تنمو في السحايا (الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي).
- الأورام القحفية البلعومية (Craniopharyngioma): أورام حميدة تنمو بالقرب من الغدة النخامية، وقد تنمو في صورة كتل متجانسة أو أكياس تحتوي على سوائل (cysts).
- الأورام الصنوبرية (Pineal gland tumors): غالبًا ما تُصنف ضمن الأورام الحميدة، وهي تنمو في الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ المسؤولة عن إنتاج هرمون الميلاتونين (هرمون يُسهم في تنظيم دورة النوم عند الإنسان).
- أورام الغدة النخامية: تنمو هذه الأورام في خلايا الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ، وهي عادةً ما تكون حميدة بطيئة النمو. تمثل أورام الغدة النخامية نحو 12% -تقريبًا- من إجمالي عدد الحالات المُشخَصة بالأورام الدماغية.
اقرا ايضا عن اعراض ورم المخ
نوبات الصداع الشديد والقيء مجهول السبب.. عرضان رئيسان لنمو الأورام الدماغية
ملاحظة الأعراض التي تُصيب المرضى إحدى المراحل الهامة في رحلة علاج أورام المخ، فالتشخيص المبكر للورم واكتشافه في مراحله الأولى يجعل الرحلة العلاجية أكثر أمانًا وفعالية، خاصّة إذا كانت الأورام من النوع الخبيث، حينئذ يساعد اكتشافها المبكر على التخلص منها قبل تكاثرها وانتشار خلاياها إلى أنسجة أخرى بعيدة عن الدماغ.
وتُعد نوبات الصداع الشديد غير المستجيبة إلى مسكنات الألم المعتادة من أبرز الأعراض التحذيرية لأورام الدماغ، فوفقًا لمنظمة أورام الدماغ الأمريكية ( American Brain Tumor Association) يعاني نحو 50% من مرضى أورام المخ نوبات الصداع المستمرة.
وتتميز نوبات الصداع المقترنة بأورام المخ بآلامها القويّة والثابتة التي تزداد في أثناء السعال أو العطس، ويعانيها المريض مع استيقاظه من النوم، ثم تنخفض حدتها بعد مرور ساعات محدودة.
وتؤكد إحصائيات عدّة أن القيء مجهول السبب غير المرتبط بالعادات الغذائية يقع من الأعراض المصاحبة للإصابة بأورام الدماغ، وهو عَرَض يظهر نتاج زيادة الضغط داخل الجمجمة.
وبجانب نوبات الصداع وما يعانيه المرضى من قيء مستمر، قد تظهر عليهم -أيضًا- الأعراض التالية:
- الدوخة.
- تغيّرات إدراكية مصحوبة بضعف واضح في مستوى التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- ضعف السمع.
- اضطرابات في الرؤية تتمثل في ضعفها أو ازدواجها (رؤية الصورة الواحدة مُكررة مرتين).
- اضطرابات النطق.
- ضعف تدريجي يعتري الجسم، قد يتطور إلى شلل في جانب واحد.
- صعوبة الحفاظ على التوافق الحركي (Motor coordination) والاتزان.
اقرا ايضا عن علاج الصداع
التقنيات الجراحية.. وسائل فعالة وآمنة في علاج أورام المخ
إنّ اللجوء إلى علاج أورام المخ بالعلاج الكيماوي والإشعاعي لا يضمن الخلاص التام من خلايا الأورام الدماغية وما يصاحبها من أعراض، الأمر الذي يدفع الأطباء إلى تطبيق تقنيات جراحية دقيقة وفعالة تُقدم نتائج علاجية مستدامة لمرضاهم، وتمنحهم فرصةً ذهبية في عيش حياة طبيعية بلا آلام أو مضاعفات.
ومن أبرز التقنيات الجراحية التي يُطبقها جراحو المخ والأعصاب على المرضى من أجل علاج أورام المخ:
استئصال أورام المخ بالمنظار الجراحي
مناظير المخ الجراحية أدوات دقيقة مزودة بمصدر إضاءة وكاميرا فيديو ترصد أدق تفاصيل أنسجة المخ، وتعرض صورها على شاشة خارجية موجودة في غرفة العمليات، ما يُساعد الجرّاح على استهداف أورام الدماغ ومن ثمّ استئصالها -عبر أدوات جراحية أخرى مُساعِدة- مباشرةً دون إصابة أنسجة الدماغ بضررٍ يُذكر.
ويُدخل الجرّاح تلك المناظير عبر فتحات صغيرة في الرأس والجمجمة، وقد يستعين بانواع منها لاستهداف أورام الغدة النخامية التي تقع في قاع الدماغ، ففي أثناء استئصال هذا النوع من الأورام، يستعين جرّاح المخ والأعصاب باستشاري أنف وأذن وحنجرة من أجل إدخال المنظار عبر أنف المريض والوصول إلى الورم لاستئصاله بأمان دون الحاجة إلى صنع شق جراحي كبير.
اقرا عن عملية استئصال ورم فى المخ
استئصال أورام المخ عبر الميكروسكوب الجراحي
علاج أورام المخ بالميكروسكوب الجراحي وهو جهاز مُصمم خصيصًا للاستخدام في أثناء الجراحات الدقيقة، ويعتمد عليه أطباء جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري اعتمادًا كبيرًا لتنفيذ معظم الجراحات التي يُعني تخصصهم بها.
ويتميز الميكروسكوب الجراحي عن نظيره المنظار بقدرته على تكبير صور الأنسجة الداخلية أربعين مرةً أكبر من حجمها الطبيعي، ما يمنح الجرّاح رؤية أوضح في أثناء إجراء جراحات الاستئصال، لا سيما في حال التعامُل مع أورام دماغية دقيقة الحجم.
اطلع ايضا على استئصال ورم قاع الجمجمة
استئصال أورام المخ عبر الملّاح الجراحي
علاج أورام المخ باستخدام الملّاح الجراحي (Surgical Navigation) جهاز شديد التطور تعتمد آليته على التكنولوجيا الحديثة والخطوات المُحوسبة (المُعتمدة على الكمبيوتر)، فهو يعرض مُجسّمًا افتراضيًا للدماغ على شاشته بما يوفّر للجراح خريطة تشريحية متكاملة تُساعده على تحديد مواقع الأورام الدماغية المُعقدّة ومعرفة أحجامها.
وتسهم تلك التقنية في تسهيل مُهمة وصول الجراح لتلك الأورام مستخدمًا الأدوات الجراحية المُساعِدة، دون صُنع شق واسع في الجمجمة، ودون تعريض الأنسجة الدماغية لأي من المخاطر المحتملة.
وينبغي العلم أن اختيار الأداة الجراحية التي تُستخدم في إجراء جراحات الاستئصال لعلاج أورام المخ يعتمد على نوع الورم وحجمه، وأن كافة الأدوات -الموضحة أعلاه- دقيقة وآمنة وبمثابة يد الجراح اليمنى في أثناء تنفيذه خطوات تلك الجراحات، ولا يوجد أفضلية لأداة عن الأخرى سوى مدى مناسبتها لنوع الورم وحجمه -كما أوضحنا-.
تحديات يواجهها الجراحون في أثناء علاج ورم الدماغ جراحيًا
إنّ الجراحات التي تهدف إلى علاج أورام المخ واستئصالها شديدة الحساسية، خاصّة في حال نمو أورام بالمراكز المسؤولة عن الحركة أو الكلام، ففي حال حدوث أي خطأ جراحي في أثناء تلك الجراحات، قد تتأثر قدرات المريض المتعلقة بالنطق سلبيًا، فيعاني “التأتأة” وصعوبات الكلام، أو يشكو مشكلات تتعلق بالاتزان والمشي حال تضرر مراكز الحركة.
نَخلُص مما سبق أنّ الحفاظ على سلامة مراكز الحركة والنطق من أصعب التحديات التي يواجهها جراحو المخ والأعصاب في أثناء إجراء جراحات استئصال أورام الدماغ، ولأنّهم على علمٍ تام بذلك قرر أولئك الجراحين الاعتماد على تقنية جراحية تُجنب المرضى أي ضرر قد يلحق بتلك المراكز، وهي إجراء جراحات المخ في أثناء اليقظة.
خلال تطبيق تلك التقنية، يُجري الجرّاح العملية لمرضاه دون تخدير كامل كي يتمكن من متابعة ردود أفعالهم في أثناء تنفيذ مختلف الخطوات الجراحية، ومعاينة تأثير تلك الخطوات على قدراتهم الحركية والكلامية معاينةً متعددة المراحل طوال فترة إجراء الجراحة داخل غرفة العمليات.
اطلع على تجربتى مع ورم الدماغ
سُبل رعاية ضرورية يحتاج إليها المرضى بعد استئصال ورم في المخ
يتعافى المرضى بعد خضوعهم لجراحات استئصال أورام الدماغ في غضون أسابيع معدودة يتراوح عددها بين 4 و8 أسابيع تقريبًا اعتمادًا على نوع الورم وحجمه. وخلال فترة الاستشفاء تلك يعاني المرضى بعض الأعراض المؤقتة، مثل الإرهاق والضعف العام، بالتالي تتطلب حالاتهم الصحية الحصول على قدر كافٍ من الراحة البدنية والنفسية، وتناول الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب، إلى جانب تناول وجبات خفيفة سهلة الهضم، خاصّة خلال أولى أيام التعافي.
ويحتاج المرضى كذلك إلى الحصول على الدعم والمساعدة عند رغبتهم في الحركة أو دخول دورة المياه من قِبَل مرافقيهم وأُسَرِهم في المنزل، نظرًا لما يعانونه من ضعف وإرهاق خلال تلك الفترة الحرجة.
إضافةً إلى الرعاية المنزلية، تستلزم فترة الاستشفاء الخضوع للفحوصات التصويرية على الرأس تحت إشراف طبيب المخ والأعصاب للتأكد من عدم وجود أي آثار لخلايا الأورام، وقد يحتاجون إلى استكمال رحلة العلاج عبر الخضوع لجلسات التخاطب وبرامج التأهيل الحركي إذا ما أثّرَ الورم -قبل استئصاله- على مراكز النطق والحركة.
امتيازات يحصل عليها المرضى عند لجوئهم إلى افضل دكتور لعلاج اورام المخ
إنّ الخضوع للفحص على يد افضل دكتور لعلاج اورام المخ عاملٌ يعزز فرص المرضى في الحصول على تشخيص سليم لحالاتهم، وبدء رحلة علاجية ناجحة تُخلصهم من الأورام الدماغية -وما يُصاحبها من أعراض- نهائيًا دون أضرار أو مضاعفات.
فالطبيب الجيد يستطيع تقييم نتائج أشعّات الرنين المغناطيسي التي تُجرى على الرأس في بداية مرحلة التشخيص، وهو يستعين بأدوات جراحية دقيقة وأجهزة طبيّة ذات تكنولوجيا متطورة، ويتعامل مع كبرى المستشفيات المُجهزة التي تحرص على تطبيق كافة الإجراءات لمكافحة العدوى، عبر تعقيم غرف العمليات والأدوات الجراحية والأسرّة الموجودة بغرف الإفاقة.
ويُعد دكتور احمد كمال عبد العزيز -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- واحدًا من أفضل الأطباء المختصين في علاج أورام المخ عبر أحدث التقنيات الجراحية، الأمر الذي يضمن نسب شفاء مرتفعة -بإذن الله-، ويضمن تعافي آمن وسريع لكافة المرضى.
للاستعلام عن تكلفة عملية استئصال ورم بالمخ، أو حجز موعد للفحص يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة بموقع الدكتور أحمد كمال.