تجربتي مع ورم الدماغ و علاجه مع الدكتور احمد كمال عبد العزيز

تمنحنا قصص النجاح القوة والإرادة، وتصير وقودًا يساعدنا على مجابهة الأوقات العصبية التي في حياتنا، بالأخص إن تضمنت الشفاء من مرض مستعصي، مثل أورام المخ.

مثّل مرض ورم الدماغ نقطة تحول في حياة إحدى مريضات الدكتور أحمد كمال عبد العزيز -استشاري جراحة المخ والأعصاب- بعدما علمت بإصابتها به وهي ما تزال في الثلاثينات، واستجمعت قوتها لتحكي لنا تجربتها مع هذا المرض فور شفائها منه، قائلة: “أتمنى أن تدفع تجربتي مع ورم الدماغ الآخرين لبدء رحلة العلاج على الفور”، وها نحن نروي في مقال اليوم أهم المحطات التي مرت بها مريضتنا للتعافي من هذا المرض.





    المحطة الأولى في تجربتي مع ورم الدماغ.. الأعراض وصعوبة الحياة

    تعرفت مريضتنا على ورم الدماغ لأول مرة عندما بلغ عمرها 37 عامًا وظهرت عليها بعضًا من أعراض ورم المخ.

    تختلف أعراض ورم المخ الحميد حسب حجم الورم ونوعه وموضع نموه، فغالبًا لن يعاني الفرد أي تغييرات في حالته الصحية في بداية الإصابة عندما يكون حجم الورم صغيرًا، مما يعني أنه لا وجود لـ “أعراض ورم المخ المبكر”. ولكن عندما يكبر حجمه، ويضغط على مراكز الحركة والنطق في الدماغ فسوف تظهر الأعراض التالية:

    • الصداع الشديد، وعادة ما يحدث عند الاستيقاظ من النوم.
    • ضعف تام في أحد جانبي الجسم، ولقد اشتكت المريضة من شلل الجانب الأيسر تحديدًا.
    • تشنجات عصبية.
    • صعوبة التحدث.
    • تغييرات في الشخصية.
    • ضعف الرؤية والسمع.
    • تنميل الوجه.
    • القيء والغثيان.
    • اختلال توازن الجسم.

    وللعلم لا تختلف أعراض ورم المخ عند السيدات أو الرجال، فكلاهما قد يعاني نفس المشكلات، فورم الدماغ يمنع الفرد من الحياة بطريقة طبيعية، ويزيد صعوبة القيام بالأنشطة اليومية، والاحتياج إلى مساعدة الآخرين لأداء أبسط الأمور، فالجانب الأيسر من الجسم ضعيف للغاية ولا يمكن تحريكه.

    كان الأمل وقودي خلال تجربتي مع ورم الدماغ

    يقول ألن إيفرسون -لاعب كرة سلة أمريكي- :”عليك أن تمر بأوقات جيدة وأوقات سيئة لتصل إلى حيث تحاول أن تذهب”.

    دفعت الأوقات السيئة التي مرت بها المريضة إلى عدم اليأس والبحث عن علاج الصداع والأعراض التي تعانيها، حتى زارت عيادة الدكتور أحمد كمال عبد العزيز.

     

    في البداية طلب الدكتور أحمد منها إجراء بعض الفحوصات الطبية قبل أن يوضح لها طبيعة المرض الذي تعانيه، ومن أهم الفحوصات الضرورية للكشف عن ورم الدماغ:

    • الفحص الإكلينيكي، والذي يتضمن فحص الأعصاب للتأكد من اتزان الجسم وحالة البصر والسمع وردات الفعل الانعكاسية.
    • الرنين المغناطيسي.
    • الأشعة المقطعية.
    • أخذ عينة من الورم.

    أشارت الفحوصات إلى إصابة المريضة بنوع من الأورام يسمى الورم السحائي (Meningioma)، وهو ورم حميد يصيب الأغشية السحائية المغلِّفة للدماغ والحبل الشوكي.

    اقرا ايضا عن عملية استئصال ورم فى المخ

    أهم محطات تجربتي مع ورم الدماغ.. قرار البدء بالعلاج

    بعد الفحوصات، قرر الدكتور أحمد أن الخيار الأفضل لـ علاج أورام المخ السحائية هو استئصاله جراحيًا.

    ما عملية استئصال ورم الدماغ؟

    تستهدف عملية استئصال ورم الدماغ إزالة الورم تمامًا، وتُجرى بالميكروسكوب أو المنظار الجراحي  تبعًا للعوامل التالية:

    • موقع الورم ونوعه ودرجته.
    • عمر المريض وحالته الصحية العامة.
    • حجم الورم.

    المحطة الأخيرة في تجربتي مع ورم الدماغ.. الشفاء

    رغم ما يشيع حول مدى خطورة أورام المخ وصعوبة علاجها والشفاء منها، يوجد مرضى كثيرون قد تعافوا منها.

    فبعد الخضوع لعملية استئصال ورم الدماغ، استشعرت المريضة تحسنًا في صحتها، فلقد استعادت قدرتها على الحركة بكل أريحية.

    نسبة الشفاء من ورم الدماغ

    تبلغ نسبة الشفاء من ورم الدماغ الحميد نحو 95% مما يعني أن غالبية المرضى يستعيدون صحتهم بعد الحصول على العلاج المناسب.

    السبب وراء نجاح تجربتي مع ورم الدماغ الحميد

    رغم كثرة المحطات التي مرت بها مريضتنا لعلاج ورم الدماغ، توجد بعض الأمور أسهمت بدرجة كبيرة في شفائها، على رأسها اتباع نصائح الطبيب قبل الجراحة وبعدها.

    تعليمات ينبغي اتباعها قبل عملية استئصال ورم الدماغ

    من الضروري قبل الخضوع لعملية استئصال ورم الدماغ اتباع بعض التعليمات، أهمها:

    • الإقلاع عن التدخين.
    • التوقف عن تناول الأدوية التي تؤثر في صحة الدم.
    • الحرص على تناول الأدوية التي يوصي بها الطبيب قبل الجراحة، والتي غالبًا ما تتضمن المضادات الحيوية ومضادات الصرع.

    نصائح ما بعد عملية استئصال ورم الدماغ

    لا تنتهي رحلة العلاج بالخضوع لعملية استئصال ورم الدماغ فقط، فلا بد من أن يحرص المريض على العمل بالنصائح التالية:

    • ممارسة التمارين الرياضية لتنشيط الدورة الدموية ومنع تكوّن الجلطات الدموية، إلى جانب تحسين الصحة العامة للفرد.
    • الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، مثل الفواكه والخضراوات والبقوليات.
    • أخذ قسط من الراحة، والامتناع عن أداء الأنشطة المُجهدة.
    • فحص جرح العملية يوميًا والاطمئنان على كونه جافًا ولا تبدو عليه أي أعراض غريبة.
    • الابتعاد عن مصادر الحرارة المباشرة، مثل الشمس ونار الموقد لأنها قد تعيق التئام الجرح.
    • زيارة الطبيب مجددًا بعد العملية الجراحية ومتابعته باستمرار خلال الخمس سنوات الأولى.
    • الخضوع لبرنامج تأهيلي يتضمن عددًا من جلسات العلاج الطبيعي والمهني وجلسات علاج النطق واللغة.

    أثر اتباع التعليمات الطبية في نجاح تجربتي مع ورم الدماغ

    تُسهم التعليمات الطبية في نجاح عملية استئصال ورم الدماغ بصورة كبيرة، ومن أبرز فوائدها ما يلي:

    • خفض عدد المضاعفات التي تحدث بعد عملية إزالة ورم الدماغ، مثل العدوى والنزيف والتجلطات الدموية.
    • رفع نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ، والتي تبلغ نحو 95%.
    • قصر فترة التعافي بعد العملية، فكلما حرص المريض على اتباع النصائح ساعد ذلك في خفض مدة التعافي عن 6 أسابيع.

    إلى هنا تنتهي تجربة مريضتنا مع ورم الدماغ، والتي نتمنى لها دوام الصحة والعافية، وإليكم في السطور القادمة بعضًا من الأسئلة الشائعة التي تدور في أذهان الكثيرين.

    كم تبلغ تكلفة عملية استئصال ورم بالمخ؟

    يصعب تحديد تكلفة عملية استئصال ورم بالمخ بدقة، فالأمر يتوقف على نوع الجراحة التي سوف يخضع لها المريض وخبرة الطبيب ومهارته، إضافة لبعض العوامل غير المرتبطة مباشرة بالجراحة، مثل موقع المستشفى ومدى كفاءتها وحرصها على التعقيم.

    هل ينبغي المكوث في المستشفى بعد عملية استئصال ورم الدماغ؟

    غالبًا ما يوصي الطبيب مريضه بالمكوث في المستشفى بعد الخضوع لعملية استئصال ورم الدماغ لمدة يوم أو يومين، وقد تزداد المدة إلى 10 أيام حسب نوع الجراحة التي خضع لها.

    هل ورم المخ يؤدي إلى الوفاة؟

    يختلف ذلك حسب طبيعة الورم، هل هو حميد أم خبيث، وعلى كلٍ، فغالبية أورام المخ من النوع الحميد الذي لا يسبب الوفاة.

    وفي نهاية حديثنا، نتمنى أن تكون تجربة مريضتنا قد ألهمتكم وحفّزتكم للبدء في رحلة علاج ناجحة بإذن الله.