تحدث التشنجات العصبية نتيجة زيادة مؤقتة في النشاط الكهربي للمخ، ويسبب هذا النشاط الزائد مجموعة أعراض تشمل التشنجات العضلية السريعة غير المنضبطة، وفقدان الوعي.
إذًا ما هي أسباب التشنج العصبي وفقدان الوعي؟ وكيف يُعالج الأطباء مثل هذه الحالات؟ هذا ما يتناوله مقالنا اليوم.
آلية حدوث التشنج العصبي وفقدان الوعي
يتكون المخ من مليارات الخلايا العصبية تتصل بعضها بعضًا فتُكَوِّن شبكة أعصاب تنقل الإشارات الكيميائية والكهربائية، وهذه هي الآلية التي يعمل بها المخ لتنفيذ مهامه المختلفة مثل تخزين المعلومات، وحل المشكلات، والحركة -على سبيل المثال لا الحصر-.
وتحدث التشنجات العصبية عند وجود خلل في إحدى الخلايا العصبية يجعلها تُطلق إشارات كهربية بطريقة غير طبيعية وخارجة عن السيطرة، وإذا استمرت تلك التشنجات فترة طويلة فقد تؤدي إلى تلف خلايا المخ وتدميرها.
أما عن العلاقة بين التشنج العصبي وفقدان الوعي، فإن فقدان الوعي المصاحب لنوبات التشنج يرجع إلى تغيّر النشاط الكهربي في المخ.
ما أسباب التشنج العصبي وفقدان الوعي؟
تشمل أسباب التشنج العصبي وفقدان الوعي ما يلي:
- تمدد الأوعية الدموية في المخ.
- أورام المخ.
- نقص الأكسجين في المخ.
- ارتجاج المخ أو تعرّضه لإصابة شديدة.
- الإصابة بألزهايمر أو الخرف.
- تعاطي المخدرات وشرب الكحوليات.
- تسمم الحمل عند السيدات.
- نقص عنصر الصوديوم في الدم.
- الحمى الشديدة.
- التهاب المخ أو التهاب الأغشية السحائية.
- معاناة أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتسبب في مهاجمة جهاز المناعة لخلايا المخ.
- السكتة الدماغية.
- حالات التسمم، مثل: التسمم بأول أكسيد الكربون، أو التسمم بالمعادن الثقيلة.
اقرأ المزيد عن: متلازمة ارنولد كياري
ما أعراض التشنجات العصبية؟
قد تظهر على المريض أعراض تحذيرية قبل حدوث التشنجات العصبية، تشمل:
- الشعور المفاجئ بالخوف والقلق.
- التغيرات المزاجية.
- تغيرات في الرؤية.
- الشعور بمذاق غريب في الفم.
- شم رائحة غريبة.
- الدوخة.
- تشنجات في الساقين، أو في الذراعين فتؤدي إلى سقوط الأشياء من يد المريض.
وتتضمن أعراض نوبة التشنج العصبي الفعلية (أي الأعراض المصاحبة للنوبة نفسها):
- فقدان الوعي.
- تشنجات عضلية لا يمكن التحكم فيها.
- سيلان اللعاب، أو خروج رغوة من الفم.
- تطاحُن الأسنان لا إراديًا.
- عضّ اللسان.
- سرعة في حركات العين.
- فقدان السيطرة على وظيفة الأمعاء والمثانة.
كيفية تشخيص التشنجات العصبية
قد تسبب الضغوط النفسية الشديدة بعض التشنجات العصبية النفسية، لذلك دائمًا ما يحرص الطبيب على أخذ التاريخ الطبي الكامل من المريض الذي يعاني نوبات التشنجات العصبيات، ويسأله عن الأعراض التي تسبق تلك النوبات لكي يستطيع الوصول إلى السبب الدقيق وراء حدوثها.
وخلال مرحلة التشخيص، يوصي الطبيب أيضًا بإجراء فحوصات عديدة على المريض تسهم في تشخيص سبب التشنج العصبي وتساعد على تحديد العلاج بدقة.
وتشمل تلك الفحوصات:
- تخطيط كهربية المخ (EEG) أو ما يعرف باسم رسم المخ.
- الأشعة المقطعية على المخ.
- تصوير المخ عبر أشعة الرنين المغناطيسي للبحث عن أي أورام أو تلف في المخ يسبب التشنجات.
ما علاج التشنجات العصبية؟
يعتمد علاج التشنجات العصبية على سبب الحالة ويشمل التالي:
الأدوية
تستهدف أدوية علاج التشنجات العصبية نشاط الإشارات في خلايا المخ فتتحكم فيه وتعمل على ضبطه للحد من معدل حدوث النوبات.
تحفيز الأعصاب
يمكن التحكم في معدل حدوث النوبات عبر تحفيز العصب الحائر، وذلك عن طريق إجراء تدخل جراحي بسيط يشمل وضع أقطاب كهربائية حول العصب في الرقبة، يتصل بها مولد يوضع في الجزء العلوي من الصدر.
جراحات المخ الدقيقة
قد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحات دقيقة في المخ للمريض من أجل علاج التشنجات العصبية.
تغييرات النظام الغذائي
يساعد إجراء بعض التغيرات في النظام الغذائي على التحكم في التشنجات العصبية والحد من معدل تكرارها على المدى البعيد، فعلى سبيل المثال: يساعد نظام الكيتو على تحسين حالة المرضى الذين يعانون نوبات التشنج العصبي وفقدان الوعي المتكررة، وهو نظام يعتمد على تناول كميات صغيرة من الكربوهيدرات، لكن ينبغي مراجعة الطبيب قبل البدء في اتباعه.
في ختام مقالنا عن التشنج العصبي وفقدان الوعي، نؤكد أن حدوث التشنجات العصبية أثناء النوم أو اليقظة يتطلب استشارة طبيب المخ والأعصاب سريعًا للحصول على التشخيص الدقيق وبدء رحلة العلاج.
وللحجز مع دكتور أحمد كمال او الاستفسار يمكنك التواصل معنا من خلال الرقم التالي: